الأمم المتحدة: «اليونيفيل» لن تترك مواقعها في لبنان خشية احتلالها
الأمم المتحدة: «اليونيفيل» لن تترك مواقعها في لبنان خشية احتلالها
أعلن وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام، جان بيار لاكروا، أن قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) ستظل مرابطة في مواقعها جنوب لبنان، محذراً من أن انسحابها قد يؤدي إلى "احتلالها من قبل أطراف متعددة"، مما يهدد حياد الأمم المتحدة في المنطقة ويزيد التوترات.
وأكد "لاكروا"، في تصريحات له، الجمعة، أن القوات الأممية "لن تتخلى عن مواقعها"، حيث إنها تشكل عنصرًا حيويًا لضمان الاستقرار في الجنوب اللبناني، وأن "إخلاء هذه المواقع من شأنه أن يعرضها للسيطرة من قبل أي من الأطراف المتنازعة، مما يؤثر سلباً على موقف الأمم المتحدة كجهة محايدة"، وفق وكالة "فرانس برس".
تأتي هذه التصريحات في ظل تصاعد العمليات القتالية على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، ما يرفع من حدة المخاطر التي تواجهها البعثة الأممية التي يبلغ عدد أفرادها حوالي 10 آلاف جندي.
طلبات إسرائيلية متكررة
أفاد لاكروا، بأنه قبل عدة أسابيع، تقدمت السلطات الإسرائيلية بطلب رسمي يدعو قوات اليونيفيل للانسحاب بمسافة 5 كيلومترات عن الخط الأزرق بحجة حماية الجنود الأمميين من المخاطر المتزايدة، إلا أن الأمم المتحدة اتخذت قرارًا بالإبقاء على قواتها في مواقعها، مشددة على أن التواجد الأممي يشكل عاملاً أساسياً في منع أي طرف من السيطرة على المواقع الإستراتيجية.
وخلال شهر أكتوبر الماضي، سجلت اليونيفيل أكثر من 30 حادثاً، نُسب نحو 20 منها إلى "إطلاق نار أو أعمال" قامت بها القوات الإسرائيلية، وفقًا لبيان صادر عن المتحدث الرسمي لليونيفيل.
وأسفرت هذه الهجمات عن تضرر منشآت للقوات الأممية، وأصيب ثمانية من أفراد قوات السلام جراء هذه الهجمات، ولكن لاكروا أشار إلى أن الإصابات كانت طفيفة ولم تتطلب نقلًا من لبنان، مشيرًا إلى أن الجنود جميعهم "بخير".
وأضاف لاكروا: "رغم جهودنا لتعزيز السلام والاستقرار، فإن الأخطار تزداد يوماً بعد يوم، ورغم تعرضنا لمثل هذه التحديات، نؤكد أن عملنا سيستمر لأننا نؤمن بأهمية وجودنا في هذه المنطقة في حماية المدنيين والحفاظ على السلم".
مستقبل اليونيفيل
بينما تؤكد الأمم المتحدة التزامها بمهمتها في جنوب لبنان، يرى مراقبون أن بقاء اليونيفيل في مواقعها رغم المخاطر المتزايدة يعكس إصرار المنظمة على تجنب أي تصعيد إضافي.
ويعتبر المجتمع الدولي أن تواجد قوات حفظ السلام الأممية ضروري لضمان استقرار جنوب لبنان، فيما يطالب بعض الأطراف بإجراءات إضافية لتعزيز حماية القوات الأممية لضمان قدرتها على مواصلة مهمتها بفعالية وسلامة.
مهمة اليونيفيل
تنتشر قوات اليونيفيل جنوب لبنان منذ عام 1978، وتتمثل مهمتها الأساسية في دعم الاستقرار ومراقبة الالتزام بالخط الأزرق، وهو خط الحدود الذي رسمته الأمم المتحدة بين لبنان وإسرائيل عام 2000.
وتأتي جهود اليونيفيل كجزء من إطار دولي يسعى إلى تهدئة الأوضاع بين البلدين، ومنع التوترات من التصاعد إلى مستويات أعلى، خصوصاً في ظل الوضع الراهن.